الخميس, 08 آب/أغسطس 2019 07:10

الخلفية التاريخية للمدينة


الخلفية التاريخية للمدينة


بيتونيا، من المدن الفلسطينية القديمة التي تضرب جذورها عميقاً في التاريخ، وقد سكنها الكنعانيون في الألف الثانية قبل الميلاد، وشهدت كما باقي مدن فلسطين القديمة كل الحقب التاريخية التي مرت على المنطقة، ومرت عليها سنابك خيول الرومان واليونان والفرس والبيزنطيين وغيرهم من الغزاة والطامعين، حتى شهدت الفتح العربي الإسلامي في القرن السابع الميلادي.

تعتبر بيتونيا واحدة من قرى الكراسي، أو قرى المشايخ؛ وقد كانت تتمتع بيتونيا بنفوذ وصلاحيات كبيرة خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في أواخر العهد العثماني، وكان على رأسها شيخ القرية وهو من عائلة عبد الله، حيث كان شيخ القرية يتولى جمع الضرائب من عدد من القرى المحيطة لحساب الدولة، مما زاد في غِنى عائلة الشيخ، وانعكس ذلك ببناء قصر كبير له، ذو طابع معماري دفاعي، كان يحاكي عمارة المدن الكبيرة.

وعندما وقعت فلسطين في قبضة الانتداب البريطاني عام 1917، دخل الجيش الإنجليزي منطقة بيتونيا، فاضطر معظم أهلها للنزوح مؤقتا إلى بلدة دير دبوان شرقي مدينة رام الله، إلا أن أهل البلد خاضوا مقاومة عنيفة ضد القوات الغازية، فاعتقل الجيش الإنجليزية عددا من أهل البلدة، منهم (أحمد عثمان، الشيخ شاكر ذياب، ووالده الشيخ ذياب صلاح) وتم نفيهم إلى مصر، وشاركت بيتونيا في ثورة 1936، وقدمت تضحيات كبيرة، وبرز حينها القائد المحلي (سعيد شقير)، واستشهد في تلك الثورة عدد من أبناء البلدة، منهم: (حسن الشلبي، يوسف الشيخ، كمال الحاج، إبراهيم شاهين، موسى هلال).

وفي سنة 1947، فرضت الأمم المتحدة قرار التقسيم رقم 181، فخرجت مظاهرات شعبية في بيتونيا ورام الله. أما في عام النكبة فقد خاضت بيتونيا مع بقية المدن نضالا ضد القوات الصهيونية، واستشهد من بيتونيا عدد من أبنائها، منهم: ( يوسف الغصين، عوض البيتوني، غازي صلاح).

وتعرضت بيتونيا لعدد من الكوارث الطبيعية، أهمها "الثلجة" عامي 1920، 1949 حيث دام تساقط الثلج أيام متوالية وزاد ارتفاعه عن المتر، فانقطعت البلدة عن العالم، وفي سنة 1927 تعرضت للزلزال، فتصدعت بعض البيوت القديمة، وفي سنة 1950 تعرضت لهجوم الجراد.